الخميس، 17 فبراير 2011

دينا يسرى تكتب: عذراً.. مازلت أضحك


لمدة عشر دقائق وأنا يستهوينى الضحك المتواصل حتى لفت انتباه العابرين فظنونى بلهاء بلا شك!، لكن الموقف الذى كنت أشاهده كان أيضاً يثير دهشتهم. بالأمس رأيت كغيرى أن أفراد جهاز الشرطة ستسير فى مسيرات اعتراضاً على كونها كبش فداء للنظام الفاسد الذى أسقطته إرادة الشعب القوية، والتى استجاب لها القدر، عملاً بقصيدة الشاعر التونسى أبو القاسم الشابى "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر"، أجل والله هذا ما حدث، فقد رأيت بأم عينى عناصر الشرطة يهتفون (الشعب والشرطة إيد واحدة) منذ متى؟!، (أحلف بسماها وترابها العادلى هو اللى خربها)، سبحان مغير الأحوال!، وكخفة ظل شعبنا الجميل لم يمر الخبر مرور الكرام بل توالت التعليقات على موقع الفيس بوك باقتراحات عن محاصرتهم بقنابل مسيلة للدموع، أو إرسال بعض من البلطجية بقنابل مولوتوف وسياط على جمال وأحصنة على أن يكون سعر البلطجى مائة جنيه، والجمل خمسون جنيها، حتى تدهور إحدى الاقتراحات إلى جحش، واقترحت أنا كلب بلدى ليتولى عملية التفتيش الذاتى، وتوالت التعليقات الساخرة حتى ظننت الخبر مزحة، أو إحدى النكات التى توالت علينا فى الأيام الماضية لتخفف حدة الأوضاع، إلا أن الأمر فعلا جدى، وحقيقة يدعو للسخرية من أبناء جيلى فكبرنا على أن وزارة الداخلية عدونا الرئيسى، وكان المقابل أنه لا انتماء لها، فمن كان يظن أن مثل هذا الأمر سيحدث؟ وتلح على أسئلة تكاد تسبب لى الصداع النصفى، ألا وهى، ترى ماذا سيكون رد فعل أنس الفقى إزاء هذا المشهد؟ هل كان سينقل الحقيقة فى مبادرة منه لإقناع الثوار بتغيير شعار (الكدب بقى حصرى ع التليفزيون المصرى) على اعتبار أن الشرطة تهتف بأنها يد واحدة مع الشعب ليؤكد حقيقة أن الذى أطلق الرصاص الحى والمطاطى على شهدائنا وأبطالنا الأحرار، وأصاب العديد منهم فى أعينهم كحال البطل "جواد" وغيره، شفاهم الله، عقاباً على مطالبتهم بالحرية ليس تابعين لتلك الوزارة البائسة بل كائنات هلامية هبطت علينا من السماء؟، وهل كان سيصرح عمر سليمان قائلاً بأنهم قلة مندسة تقبض بالدولار وتأخذ وجبات كنتاكى ولديها أجندة؟ ويعقب الفريق أحمد شفيق بأنه سيرسل لهم البونبون؟ ليسخر الرئيس المخلوع (سيبوهم يتسلوا)، فى حقيقة الأمر لا أعرف ولكن ما أعرفه أنهم لن يجدوا كل الحب والترحاب الذى وجدناه نحن الثوار فى طرقات الشوارع، ودعاء الأمهات والشيوخ، ولن تنزل لهم النساء بزجاجات مياه ولن يقذف عليهم أحد علب البسكويت من علٍ، لن يلمسوا فى بعضهم البعض ملامح التسامح والأخلاق ولن يتنفسوا حرية لأنهم هم من أقمعوا الحق، جعلوه يعرج كرجل كسيح يتسول ألسنة تدافع عنه فيكون مصيرها التعذيب، وبالفعل هذا ما حدث فكانوا مصدر سخرية للعابرين، علكة تطحنها أسناننا وحتى لا يتهمنى أحد بالانحياز سأعترف على مضض بأنها قد تكون خطوة إيجابية لكنها مع كل الأسف لن تعيد جدار الثقة بيننا وبينهم فأيديهم ملوثة بدم أخواتنا الشهداء والمصابين، ولأن كل مواطن منا يحمل فى نفسه ضغينة لهم فى موقف شخصى على الأقل، وكختام أخير.. أجزم بأن مصر الجميلة، الحبيبة حين صحت من سباتٍ دام ثلاثين عاماً، استطاعت أن تدهش العالم.

اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق